Monday 30 March 2009

الجامعة واقع وحلم

في الصباح الباكر انطلقت إل محطة القطار كان الجو يحوي بالبرد وعندما دقت الساعة السادسة و خمسون دقيقة صدر صوت من احد مكبرات الصوت يعلمنا أنه حان الوقت لكي نصعد إلى القطار اتجهت إلى باب القطار وكان معي رفيق لرحلتي
بحثنا أولا عن العربة الخامسة من القطار ومن ثم بدئنا بالبحث عن أرقام مقاعدنا وجدناها وجلسنا و بدأت الرحلة التي سيطر النوم فيها على رفيق الرحلة وسيطرت علي الأفكار و ما ستئول إليه الأمور بعد هذه الرحلة ففكرة الجامعة تأكل في دماغي كل فكرة أخرى .
كنت أنظر من النافذة أتخيل ما ستئول إليه الأمور أتحدث مع نفسي هل سأنجح ؟ هل سيقبلونني في الجامعة ؟ ما هي الشروط؟ أسئلة أسئلة لم تنتهي إلا عندما خرج صوت أحد المكبرات علينا يخبرنا بوصولنا إلى حلب .
اتجهنا فور وصلنا إلى الجامعة وإلى مكتب شؤون الطلاب اتجهت و سألت موظف شؤون الطلاب عن شروط القبول وكيفية التسجيل فأجابني إجابات مقتضبة و أعطاني بروشور مدون فيه الشروط وحسب تلك الشروط فيمكن أن أكون من المقبولين في الجامعة .
بعد قليل اطلعت على أسماء المواد في القسم الذي قررت دراسته فأصابني الخوف والرهبة وأصبح السؤال الآن هل سأنجح !!
و بالصدفة التقيت مع طالبين من طلاب هذا القسم فبدأت أسألهم بنهم بالغ عن القسم وكيفية الدراسة وطبيعة المواد ؟؟
عندها خيم الإحباط على عقلي وجسدي فكانت شروط الدراسة لا تناسب الوضع الذي أعيشه .
مشيت في شوارع حلب أنا ورفيقي أفكر فقط و أمشي هل كانت دخولي للجامعة حلم ومضى ؟ دراستي تتطلب الإقامة في حلب وهذا من المستحيلات بالنسبة للظروف التي أعيشها لم تعد هناك سوى صور سوداء وأصبحت أكثر سوادا عندما عرفت أني لن أستطيع أن أرى صديقي عندها قررت العودة إلى دمشق ولكن وفي نفس الوقت ارتبطت بموعد مع صديقتي الآتية من أوربا فقررت البقاء وأن أنتظر الموعد و توجهت إلى المدينة الجامعية لأجلس عند أحد المعارف هناك وبدأت أفكر جديا في الإقامة في حلب كأمر ممكن ولكن بشروط معينة و بدأت بعض الصور تتجلى في رأسي عن الوضع الذي من الممكن أن تكون عليه الأمور في حلب .
رن جرس الهاتف وإذا بصديقتي تتصل بي كي نلتقي التقيا وجلسنا في احد المقاهي التي وعدتني أنها ستأخذني إليها وعندها اتصل صديقي وقال انه سيأتي لكي تكتمل الجلسة وتصبح نهاية رحلتي إلى حلب مليئة بأمل استمديته من صديقي الخارج من عملية ومن صديقتي التي أخذت بيدي و دعتني لمعرفة نفسي و أن القرار هو قراري فإذا أنا قررت النجاح سأنجح
مشيت بسعادة أنا و رفاقي بشوارع المدينة إلى أن حان موعد العودة إلى دمشق فاستلقينا القطار وعدنا إلى دمشق وفي نفسي يتردد سؤال رغم كل الأمل الذي منحاني إياه صديقيّ هل الجامعة حلم ومضى ؟؟؟؟

Friday 27 March 2009

هل كان أبي رجل صامت

كالعادة في مثل ذاك الوقت أجلس و أتصفح الانترنت و أثرثر مع أصدقائي تكلمت مع احدهم عن كتاباتي و قلت له أني أكتب ولكن أخاف أن أنشر كتاباتي وفي هذا اليوم كتبت خاطرة أخاف من أن أنشرها بتبرير أنها صادمة نوعا ما و أرسلت له ما كتبت ليقرأه وكان سؤاله متوقعا لماذا لا تحب أباك ؟ سؤال كان سهلاً ممتنعاً في نفس الوقت فأنا أملك الكثير من الإجابات والتبريرات التي قلتها له دون أن أتردد ولكن عندها لا أخفى أني كنت أكتبها ويتملكني شعور بالخوف وتحدثا طويلا فمن جهته كان يحاول أن يعطي تفسيرا منطقيا بحسب رؤيته وأنا كنت أفند ما يقول حتى بعث لي بإحدى كتاباته (الرجل الصامت) و عندما قرأتها اعتراني خوف كبير من أكون لا أفهم حقيقة مشاعري أصبني الأرق كنت أنظر في النافذة وأظن أن وجه أبي سيطل منها لكي يعاتبني أو يحاسبني على ما كنت أقول مع أني لم أكذب ولم أختلق ما قلت فقط قلت الحقيقة أن ذاك الرجل الصامت دعاني لكي أكر شريط ذكرياتي لكي أبحث عن مواقف لأبي تجعلني أعتقد أنه كان رجل صامت ولكنى لم أستطع أن أجد كثيرا منها فقط واجهتني ذكريات أليمة أكثر و أكثر معه ، أنا أجزم أننا كنا في عقله لكن ليس كما يجب .
أعود وأقول في نفسي لماذا الآن أريد أن أقول وأبوح بهذه المشاعر ولمن هو لم يعد هنا هل هو سر أثقل كاهل رأسي أم أنه ردة فعل !!
فمنذ فترة قصيرة شاهدت فيلما سينمائيا واقعيا أثر بي لدرجة كبيرة أسمه( ما لا يقال) كانت مخرجة الفيلم تتحدث عن علاقتها بوالدها والتي كانت سيئة جدا ولكن بعد فترة طويلة من الزمن وبعد وفاته بسنوات وبصورة مفاجئة تقول أنها أحبت أباها إلى حد العبادة دون أن تعطي أسباب سوى أنها شاهدت فيلم عائلي كان أبوها يحملها وهي بعمر السنة أو السنتين وهو يركب على الدراجة وكان سعيدا لأنه يحملها وأنا دهشت عندها لما رأيت فطول الفيلم كنت أتخيل تلك الأحداث وكانت احدث منها مشابهة لما حصل بيني وبين والدي أتذكر مشهدا في الفيلم تقول المخرجة(عندما كنت أدخل للغرفة التي يتواجد بها والدي وأجلس على الأريكة التي بجوار أريكته كنت أحس بالضيق يجتاح صدره ولا ينظر إلى وبعد اقل من دقيقة يهم بالخروج من الغرفة) كل هذا البعد وقالت أنها تحبه لحد العبادة أصبحت أتسأل هل من الممكن أن أحبه أنا إلى حد العبادة ولماذا
عندما شاهدت هذا الفيلم كانت المخرجة موجودة معنا في الصالة وعندما انتهى الفيلم كنت أريد أن أذهب و أسألها كيف جرى هذا التحول المفاجئ ولماذا ولكن لغتي لم تسعفني و شاءت الصدف أنها أراها ست مرات عندما كنت أذهب لحضور الأفلام ولكن لم أستطع أن أسألها
لا أعرف أذا كان اندفاعي لكي اكتب عن علاقاتي بوالدي هو ردة فعل باطنية لا أشعر بها و لا أعرف لماذا شعرت بالذنب ولماذا نظرت إلى النافذة لأرى وجه أبي وهو يعاتبني ولماذا و لماذا و لماذا

Sunday 22 March 2009

حياة مؤجلة

حياة مؤجلة
تخطر في بالي وأنا اكتب كلمات للشاعر نزيه أبو عفش و هو يقول 
نفذت أمانينا 
نفذت مراسينا
أحلامنا نفذت 
عصارة روحنا نفذت
و ما نفذ الكلام ............
و أتسال هل وصل اليأس عند الشاعر إلى وصلت إليه أنا وهذا ليس فخرا إنما هو أمر واقع وحاصل 
أجول في داخلي ابحث عن أسباب لما أنا عليه أجدها ماثلة أمام عيني اهرب منها لا اعرف لماذا ربما الخوف مما سأقول أو ربما لأني أكره نبش قبور الأموات أو ربما لكي لا ألقي بيأسي في أحضان الآخرين فلا شيء سيتغير سوى أنهم سيزدرون مني وقد صدق من قال أن الحقيقة قاسية ولا تعجب أحد حتى أنا لا تعجبني.
أعود مرة أخرى إلى نفسي علي أجد تلك البقعة المضيئة التي يسمونها الأمل و يجزمون أنها موجودة و لكن لا أجد شيء 
أعود إلى زاويتي التي أعيش معها وتعيش معي وأري لها قصة حزينة تجاوزت اليأس و الحزن في قصص تشيخوف لا تقول شيئا فقط تستمع للقصة و أنا أمضي ليلة أخرى بين أحضانها و أنا أفكر و أفتح عيناي في الصباح لأبدأ رحلة جديدة وحيدا بعيدا عن الأعين لكن قبل أن أبدأ الرحلة الجديدة ذهبت إلى تلك الأماكن ألقيت عليها تحية الوداع 
وداعا وربما نلتقي هناك !