Monday, 16 August 2010

ما ملكت أيمانكم ...

مع بداية شهر رمضان تتسابق شركات الإنتاج و القنوات التلفزيونية لإنتاج وعرض المسلسلات على شاشاتها و ما ملكت أيمانكم أحد هذه المسلسلات و هو من الإنتاجات المثيرة للجدل في هذا العام بما انه يتحدث على موضوع له علاقة بالدين وهو من أخراج نجدة إسماعيل أنزور يتناول المسلسل كفكرة أساسية مبني عليها التعصب الديني ومع أنه من المبكر الحكم على المسلسل لكن من بدايته وجدت به ثغرات كبيرة في حبكته فالمسلسل يتحدث عن خطين دراميين متصلين ببعضهما بطريقة غريبة و متنافرين في الخط الأول يحكي لنا المسلسل عن عائلة متعصبة و متزمتة دينيا إلى درجة كبيرة و الخط الثاني يتحدث على امرأة و زوجها يديران شبكة من الدعارة و العلاقات المشبوهة وهي من العائلات لأرستقراطية و كانت هنا السقطة الأولى للمسلسل فهو بدأ بالتحدث عن نموذجين جاهزيين دون التطرق إلى كيفية الوصول إلى هذه الحالات و بالأخص إلى حالة التعصب الديني فوضعنا المخرج في قالب جاهز و كان من الأجدر أن تبدأ الحكاية بعائلة تتبنى أفكار المجتمع الذي تعيش فيه و تنتقل تدريجيا إلى حالة التعصب الديني مع إظهار الأسباب التي أدت إلى الوصول إلى هذه الحالة الفكرية و مع المؤثرات التي أدت إلى ظهور المد الديني .

و يصل المخرج الخط الأول بالخط الثاني بطريقة غير مقنعة تماما فيجمع كل أطراف الحكاية في معهد اللغة الإنكليزية فتكون الفتاة التي هي محور القصة (سلاف معمار) المنتمية إلى العائلة المتعصبة في نفس المعهد مع غرام (رنا الأبيض) التي تدير شبكة علاقتها المشبوهة !!!

و في الحلقة الخامسة يصدمنا المخرج بحمل إحدى الفتيات من الشاب المتعصب جدا دينيا (مصطفى الخاني) وهي فتاة (سافرة) وجميلة وهو وفي أبشع مظاهر التعصب الديني في الشكل والفعل !!!! و الخرج حتى الآن لم يعطي كيفية حصول العلاقة كما أنه يظهر هذه الشخصية سلبية ولكن بطريقة غريبة فيجعل منه شخص يسترق النظر إلى صديقة أخته بطريقة غريبة كان من الأجدى معالجة الشخصية بطريقة تكون بعيدة عن هذه الاستفزاز و السطحية و أن يدخل في العمق الحقيقي للشخصية .

ويقدم المسلسل خطوط أخرى و يظهر لنا عائلة عراقية و صعوبة معيشتها مما يضطر الأم للعمل كخادمة و الفتاة تخرج بالسيارت مع الشباب كما يقدم شخصية الفتاة الفقيرة (ديما قندلفت) و كيف تبدأ بمسيرة الانحراف والظروف التي أدت بها إلى هذا الطريق و في سابقة من نوعها في المسلسلات السورية يظهر لنا المخرج العلاقات المثلية لكن دون معالجتها ولكن طرحها بصورة غريبة و مفاجأة و بطريقة بعيدة عن المنطقية فيظهر في أحد المشاهد أن شابين في المدرسة الثانوية أحدهما فقير و الثاني ميسور الحال و يطلب الغني من الشاب الفقير أن يسبقه للحمام لكي يفعلا ما تعودا أن يفعلاه فيرفض الشاب الفقير ويستغرب من رفضه الشاب الغني و يعرض عليه الذهاب إلى مكان آخر إذا كان خائفا أن يرهما أحد فيرفض أيضا فيقول له الشاب الغني أنه لن يستطيع العيش ببحوحته المعهودة في إشارة انه كان يتلقى المال مقابل الجنس و هنا تجاهل المخرج كل الأبعاد النفسية لهذا الموضوع و حصره ضمن حبكة أقرب للسخافة . لعل المخرج لم ينجح في تقدم الصورة المتكاملة لقصصه في هذا المسلسل سوى عندما طرح موضوع القبيسيات فالشكل الخارجي والحديث و المكان كانت أجراء متكاملة لتقدم قصة محبوكة بطريقة هي الأقرب للحقيقة

هذا فقط خلال خمس حلقات فالمن الممكن ان يقدم المخرج في الحلقات المقبلة حلولا للنقاط التي ذكرتها . ومع كل هذه من المبكر الحكم على المسلسل ككل و يبقى المسلسل من المسلسلات الجيدة هذه السنة .