بدأت رياح الثورات تهب على الشعوب العربية الشعوب التي هي أكثر من غيرها تستحق ثورات لما تعانيه من ظلم و استبداد من أنظمة شمولية و ملكية متخلفة .
بدأت الشرارة في تونس ..تونس الخضراء التي أصبحت تونس الخضراء المخضبة بدماء الثورة الحمراء ، تابعنا أخبار الثورة في تونس بنهم كبير و كانت هي فاتحة سنتنا الجديدة و هديتنا لتبدأ حبوب سبحة الثورات تكر واحد تلو الأخرى فمن تونس إلى مصر تلك الثورة الرائعة و التي أراها من أروع الثورات التي شهدتها على قلتها و بعدها الجزائر ...اليمن ..ليبيا ...و أخيرا البحرين .
كنا نتابع أخبار الثورات في البداية عبر قنوات الأخبار التي لم تكن منصفة إلا الجزيرة فاستقر الغالبية عليها من تونس الخضراء إلى مصر المحروسة و الجزائر بلد المليون شهيد إلى اليمين السعيد ، باتت قناة الجزيرة محرك الثورة و ناقل صوتها وصورتها الحقيقة و كبرت هذه التي كنا نعتبرها حقيقة خصوصا بعد ثورة مصر ، فاخترعت الجزيرة و الثوار كل الطرق لتصل الصورة إلى كل العالم كما هي فرفعت إلى جانب الرايات المطالبة برحيل مبارك رايات تحيي قناة الجزيرة فاكتسبت الجزيرة لقب محرك الثورة و منذ بداية الثورة تم التضيق عليها .انتصرت الثورة في مصر و رحل الطاغية و بدأ العمل على اصلاح البلاد .
و بدأت شرارات الثورات الجديدة تنطلق في اليمن والجزائر وليبيا فكانت الجزيرة السباقة في تقل صوت الناس و صورة الثورة في احتجاجات الجزائر و اليمن وحتى ليبيا التي تتبنا الجزيرة ثورتها اليوم أكثر من الثورات الأخرى و لكن عندما وصلت الثورة إلى البحرين اختلفت الصورة والرؤية في الجزيرة فلم يكن الحديث في اخبار الجزيرة عن ثورة البحرين بذات الزخم عندما تتحدث عن ثورات أخرى فكانت خبر ثورة البحرين خبر ثالث او رابع ، لم يكن هناك نقل مباشر من ميدان اللؤلؤة الذي عج بالمحتجين والمعتصمين على مدار يومين ، وكان هواء المحطة مفتوح على مصراعيه إلى شيوخ النظام في البحرين من وزير الداخلية إلى الخارجية حتى الاتصالات التي تجري ضمن نشرات الأخبار فغالبيتها كانت مع رجالات نظام البحرين الحاكم مع زخم في اشاعة صورة معينة عن ثورة البحرين بأنها ثورة شيعية ضد السنة أو أنها حركة تعمل بأجندة إيرانية ، و من هنا يتبين معنا أن قناة الجزيرة لم تكن تغطي ثورة مصر أو تونس رغبة منها بنقل صوت الشعوب إلى العالم و لم يكن بغاية إظهار الحقيقة إنما كان ضمن أجندة معينة تخص حكومة قطر ، فقطر لم تكن على خير ما يرام مع النظام المصر ولا النظام التونسي والآن النظام الليبي وكانت الجزيرة أداة في يد حكومة قطر لتحقيق مآرب سياسي لها .
رغم أن بعض العالمين في الجزيرة يرون هذه الحقيقة و حسب تصريحات منهم لجريدة الأخبار اللبنانية أن ما يمنعهم من التغطية لثورة البحرين العامل الطائفي مع العلم أن الشيعة يمثلون 80% من الشعب البحريني فمن الطبيعي أن تكون الصورة العامة للثورة شيعة ع الرغم من أنه لم تكن هناك أي مطالب تخص الشيعة في البحرين و رغم التهميش والظلم التي تتعرض له الطائفة الأكبر في البحرين ،فيما برر موظفون آخرون يعملون في القناة و أيضا حسب جريدة الأخبار اللبنانية أن الثورة لم تكتمل بعد في البحرين و لم تكن بحجم يحتاج إلى زخم في التغطية من القناة و هذا الكلام غير منطقي فمنذ اليوم الثاني من ثورة البحرين نزل الجيش إلى الشارع و قتل خمسة أشخاص غير الجرحى و غير أن الأمن والجيش البحريني لم يكلفوا نفسهم عناء استخدام الرصاص المطاطي فمنذ البداية كان استخدام الاسلحة الحية هو السائد .
أظن ان قناة الجزيرة ستغطي أحداث البحرين بجرأة فقط عندما تتأكد أن النظام البحريني سينهار عندها ستدخل و تغطي و تظهر نفسها انها مع الشعب ولكن قد يكون الوقت قد فاتها إذا لم يفتها من الآن لأن الشعوب بدأت تحسن بالغبن و بأن الحقيقة ستنقل حسب الأجندات المسبقة .