Thursday, 11 June 2009

أدونيس ....وكبوته


منذ فترة ليست بالبعيدة دعي الشاعر والمفكر السوري الكبير أدونيس إلى العراق لإلقاء محاضرة و دعي تحديدا إلى المنطقة التي تسمى كردستان العراق و أثارت محاضرته في كردستان العراق زوبعة في الأواسط الثقافية العربية فقد قال أدونيس أن الثقة العربية مندثرة و نبه الأكراد وقال للأكراد أنهم يملكون ثقافة كبيرة و أوصاهم بأن لا يتركوها تندثر كما الثقافة العربية و هنا وقعت الواقعة كما يقال و من هنا بدا الهجوم على أدونيس وأنا أعني كلمة هجوم غوغائي بكل ما فيها من معنى مع تحفظي على موقف أدونيس ففي أواسطنا النقدية و الثقافية لا ينتشر النقد فيها بل التخوين التجريح فبدل النقد على كلام أدونيس و محاضراته بدأت اتهامات النقاد في الصحف المحلية بأنه خائن ومرتهن للخارج ويقبض من جهات أجنبية في محاولة مضحكة للنيل من أدونيس وكانت الطريقة الساذجة ذاتها التي ترتفع فيها أبواق الحكومات بوجه المفكرين .

و بالعود لأقوال أدونيس في محاضراته بكردستان العراق فهي كما أرى فهي كلام صحيح في مكان خطأ

أدونيس ليس بالسذاجة بمكان حتى يقول كلام كهذا في مكان كهذا وهو لو قاله بأي مكان آخر لم يكن هناك أي ردود فعل تذكر فهو كما يرى البعض أنه أعطى صكوك لقيام دولة كردية على أرض عربية و هذه هي كبوته ولكل فرس كبوة و أظن أنه له رؤيته الصحيحة بحقوق لأكراد بثقافتهم و له المطالبة بحقوقهم الثقافية في البلاد الموجودين فيها ولكن ليس بذاك المكان لما يحمل من رمزية لوطن فعلي للأكراد مجتزأ من أرض العراق فللأكراد حقوق بتعريف العالم على حضارتهم وثقافتهم ولغتهم لكن ليس لهم لحق باجتزاء أجزاء من بلاد معينة وجعلها وطن لهم.

وأيضا ظهر أدونيس بلقاء تلفزيوني على قناة (المشرق) السورية صرح فيها بأنه دمشق مدينة صناعية واقتصادية وليس فيها من الثقافة و الفن من شيء و أثارت هذه التصريحات موجة استنكارات في الأواسط الثقافية السورية فعادت القناة و استضافت وجهين ثقافيين سوريين أحدهما سمر يزبك و الثاني خيري الذهبي للوقوف على كلام أدونيس عن دمشق وفي سياق الحلقة جاء اتصال أدونيس ليوضح ما قاله ولكنه في نفس الوقت وقع في لعبة التناقضات فقال انه بكلامه عن دمشق لم يقصد المثقفين السوريين ولكنه قصد المؤسسات الثقافية السورية و عاد وقال أن أسواء طبقة هي طبقة الكتاب والمثقفين.

كلام متناقض لأدونيس مع أنه لو بقى على كلامه الأول لكن معه الحق كل الحق و أكثر من ذلك فالمؤسسات الثقافية بسوريا أشبه بمؤسسات الخضار ولكن لا نستطيع أن نقول أن المثقفين هم السبب فالمثقف السوري إن خرج من سوريا أبدع كـ غادة السمان و أدونيس ذاته ولكن المؤسسات و الرقابة وحجز الحرية الفكرية للمبدعين تسبب عقم إبداعي لا يعالج إلا بتصحيح الأنظمة الثقافية لا بتغير المثقفين

وهذه كبوة أخرى فكم كبوة بعد يحتمل التاريخ الأدونيسي

5 comments:

3bdulsalam said...

يبدو انك لم تسمع بكبوته الكبرى في أواخر الثمانينات

كانت تترد أصداء إحتمال نيله جائزة نوبل فخطب فألقى خطاب في بريطانيا يغازل به إسرائيل واليهود وأكد على تاريخية وجودهم في المنطقة.

مما شكل وقتها صدمة كبيرة للجميع . . أحترم فكره ووزنه النوعي لكن هناك هفوات لا تبرر أبدا

لعل أبرزها هذه . . فقد باع الحق لينال جائزة.

سوري said...

الحقيقة أنا ما سمعت بهالقصة بس ادونيس تاريخ بس من ناحية تانية تفاجئت بكتير كلام قالوا ع المشرق بخصص المقاومة وفلسطين ع كل حال شكرا عبد السلام لقرأتك

Gabriel said...

بصراحة ما بعتبرها كبوة
شخصية الكاتب بتختلف تماما عن شخصية المتحدث
يمكن حاول يوفق بين المكانة الاجتماعية اللي بيحظى فيها بين القراء وبين الشي المطلوب منه تقديمه أو الشي اللي عم ينتظر الجمهور سماعه

برأيي ادونيس أخطأ بأكتر من محل وهاد ما بقلل أبدا من فكره وعملقته .. بالنهاية مو مطلوب منه يكون كامل مكمل ولكل واحد اخطاءه

تحياتي

Anonymous said...

إذا كان لأدونيس رأي مختلف عنك فهذا لا يعني أنه مخطأ بضرورة. علينا تقبل فكرة وجود أفكار متنوعة و مختلفة بين الناس، و عدم اعتبار كل من هو مختلف عن الأغلبة مخطئ. من المؤلم حال المجتمع السوري اليوم، فهو يجبر أفراده على الانصياع لقالب واحد و إلا فهم مختلفون مخطئون منبوذون.

الاختلاف و التنوع هو مفتاح التطور. أما التجمد و الرفض لكل ما هو مختلف فسيؤدي إلى التأخر ثم الزوال.

سوري said...

هلا بالشبيبة
أنا ما بطلب من ادونيس انو يكون يفكر بطريقة مأطرة ولاني عم دافع عن الفكر العربي
بس ما بظن انو اي حدا بيقبل كلاموا بهي الطريقة وبهالمكان
وبالبداية اذا بتشوفوا انا قلت انو في قلام ريصة استهدفتوا بشأن هالموضوع