Monday, 4 April 2011

الشام قبل...الشام بعد

في الصباح

استيقظت كالعادة على صوت فيروز تغني (ماتنسو وطنكون) خرجت إلى العمل مسرعا فتأكدت أن صباحات الشام لم تعد كما كانت ، الناس جميعهم مستعجلون ولو لم يكون قد تأخروا مثلي و عيونهم فقدت فرحة الصباح والشمس والتفاؤل و لن تنسم عليك رائحة قهوة ولا سيجارة من أحدى البرندات القريبة من الشارع فلم أعد أرى جارتنا المسنة منذ اسبوع فما عادت تهتم ربما بالنافذة التي تجلس بجوارها و ترتشف فنجان قهوة مع لفافة تبغ كما تعودت منذ زمن لا أعرف مقداره ، لم يكن هناك الكثير من الشباب الصغار ينتظرون البنات بجوار مدرستهن كما جرت العادة ، أظن من جاء في الأسبوع الأخير يستحق قبلة من كل فتاة .

الأغاني اختلفت و استبدلت بأغاني وطنية تتغنى بالوطن تارة و برئيس البلاد تارة أخرى ، في السيرفيس ترى الوجوه تمام و تستطيع التدقيق بشكل جيد ،تستطيع أن تستشف التوجس في عيونهم كأنهم يسألون ماذا سيحصل .

في مدينتي مر الاول من نيسان دون أن يكذب علي أحد أيه كذبة بيضاء ربما لأننا نشعر بأننا نعيش أكبر كذبة و عصية على التصديق فراعهم هول وحجم هذه الكذبة فكرهوا كل الكذب الأبيض والأسود وكل الوانه و ينتظرون من أحد ان يظهر و يقول أن كل الذي حصل كذبة نيسان .

في المساء

أيضا مساءات الشام تغيرت خرج المكابرون واللذين لا يردون أن يصدقوا أن شيء قد حدث خرجوا لكي يجلسوا في المقاهي في دمشق القديمة . دمشق القديمة التي كان كل يوم فيها يشعرك بأن كل سكان العالم تجمعت في هذه البقعة من الأرض و التي تشعر فيها أن كل يوم هو يوم نهاية الأسبوع طرأ عليها التغيير فلن تتأفف من الزحام لأنه لم يعد موجود كما كان ، في نهاية الأسبوع الماضي جلست في مقهى النوفرة و استطعت أن اجلس هذه المرة على الطاولة التي طالما تمنيت الجلوس عليها و في كل مرة أراها محجوزة ، جلست و انا سعيد بانتصاري المؤزر أنظر إلى الدرج المواجه لباب المسجد الاموي أعد درجاته و أعد المارون عليه راعني ذاك الموقف فقلت بين وبين نفسي فرغت المدينة من عشاقها ترددت في أصداء عقلي أنهم خونة تركوا حبيبتهم في أزمتها و أداروا لها ظهورهم و " أندسوا " في بيوتهم ، آه كم مرة تأففت من زحام الشام و اليوم اكتشفت أني لا استطيع أن أرى مديني بدون هذا الزحام ، حملت أشيائي و مشيت لأعود إلى بيتي و أنا ادندن اغنية فيروز لبيروت ولكن بتعديلات تناسب ما أشعر به في هذه المدينة المكابرة دون ان اكترث بالقوافي :

لدمشق من قلبي سلام لدمشق

و قبل للجبل و البيوت

لمدينة كأنها وجه إله قديم

هي من... روح الشعب خمر

هي من ...عرقه خبز و ياسمين

فكيف صار طعمها

طعم خوف و فراغ

لدمشـــــــق

مجد من رماد لدمشق

من دم لولد حمل فوق يدها

مديني أطفأت قنديلها

أغلقت مدينتي بابها

أصبحت بالمساء وحدها

وحدها وليل

أنت لي أنت لي

فعانقيني

2 comments:

KosayKa2 said...

تدوينة كتير حلوة زين

وصفك للوضع كتير عجبني

و خصوصي هي فكرة القبلة تبع كل شب إجا
ههههههههههههههه

كتير خفيفة

سوري said...

شكرا قصي
اذا عجبوك البوسات تعال لقدام المدرسة
:)