مضى سبعة أشهر على بداية الاحتجاجات في سوريا ، سبعة أشهر أدت إلى أنقسام حاد بين أبناء الشعب السوري بين "مندسين " و "منحبكجية" كما أصبح شائعاً و مازال هذا الانقسام يتعمق يوما بعد يوم .
أصبح الانقسام يأخذ شكل الحروب بين بلدين أو قوتين أي حرب بين عدويين و كأنهم ليسوا "سوريين" جميعهم ، فأصبح لكل طرف شهدائه وعملياته النوعية و اغتيالاته ،المعارضة تقول أن من يحاور النظام فهو متأمر بشكل أو بأخر و النظام يقول أن من في الخارج معارضة غير "وطنية " و أصبح أسم المعارضة الداخلية الوطنية بتداول بشكل كبير في وسائل الإعلام المحلية في سوريا و يتم تسويق المعارضة الخارجية كمجموعة من "الخونة" المتعاملين مع الخارج ،حتى ضحايا الأحداث لم ينجوا من هذا الأنقسام فالنظام لا يعرض على قنواته غالباً أي اخبار عن الضحايا المدنيين الذين يسقطون خلال الاحتجاجات و تكتفي بالقول أن جماعات مسلحة تفتح النيران على المتظاهرين والأمن و تعرض جنازات العسكريين اللذين قتلوا و بدورها المعارضة تقول أن من يسقط من الجيش والأمن قتلهم الجيش والأمن ذاتهم لأنهم أنشقوا عن الجيش أو أنهم ليسوا مهتمين بمن يسقط من الجيش فليتولى الاعلام السوري هذه المهمة "ربما على مبدأ المعاملة بالمثل "، هذا غير أشكال الانقسام الفكري الذي هو على أية حال حالة صحية مادام لا يتجاوز أساسيات وطننا الذي نريده.
كما أن أخطر انواع الانقسام هو الانقسام الطائفي و الخوف من الآخر الذي ادى بالكثيرين للتقوقع ضمن مجتمعاتهم الصغير الذين يرونه الحل الضامن لسلامتهم و ربما بعد الآن و أذا خرجنا من الأزمة سنحتج وقتا طويلا لكسر الحواجز التي بنيت بيننا كأبنا شعب واحد.
أن كل هذا الأنقسام لن يكون له ضحية سوى سوريا إذا كنا لا نستطيع إيجاد سبيل للحوار لنخرج من مانحن فيه فاستحالة الاستمرار بهذه الطريقة ستفرض حلاً عاجلاً أم أجلاً و يجب أن يكون الحل حوار يتفق به على أنتقال سوريا إلى مرحلة جديدة كلياً فبقاء هذه الحالة بشكل مستمر على الأرض سيؤدي إلى انقسام حقيقي حتى على مستوى الأرض والمناطق وكل شي و عندها سنكون جميعنا أعداء لسوريا.
No comments:
Post a Comment