Sunday, 17 April 2011

أقسم بالله العظيم.. | عهد شرف.. في يوم الجلاء


لأننا منها بل من بعض طينتها …

لأننا عشقنا ماءها وهواءها وترابها…

لأننا دمشقها وشامها ..

لأننا .. لأننا ..

أقسم بالله العظيم …

أن أمجدك يا شام … فلا أسمح لأحد أن يهينك ..

ولا لأجنبي أن يدوس أرضك غاصباً…

ولا لمحتل أن يشم ريحك ..

ولا لمغرض أن يشرب من مائك …

أقسم بالله العظيم ..

أن نحبك يا شام .. ومن حبك.. أن نقول للخطأ .. أنت على خطأ ..

فنشير إليه.. ونسعى لإصلاحه ..
ونثني على الصحيح … ونبارك صحته…

أقسم بالله العظيم …

أن أقدسك يا شام .. ومن تقديسك .. لا أسكت على الفساد

ولا أكون صحفياً مغمض العينين ومكبل الكفين ..

وأمارس عملي بكل فخر وشرف ومهنية وأخلاقية ….

أقسم بالله العظيم ..

أني أحبك يا شام

لأننا عشقنا كأسك يا وطن ..
لأننا تشرفنا بترابك يا وطن …

نحدثك … نكلمك … وننقد من يعيث فيك فساداً ..

ويكون نقداً قاسياً أحياناً .. وشكراً حاضراً في كل الأحيان ..

أقسم بالله العظيم .. ألا أرتشي أبداً .. ولا أقبل الرشوة .. وأتعاون مع إخواني للقضاء على هذا المرض الكريه.
أقسم بالله العظيم .. ألا أحمل السلاح في وجه أخي .. ولا أضربه ولا أقتله مهما اختلفت معه في الفكر أو الدين أو السياسة.
أقسم بالله العظيم .. أن أقدم روحي رخيصة ودمي هدية .. لتراب وطني في حال غدر بنا عدوناً وباغتنا وانتهك حرمة أرضنا.

أقسم بالله العظيم .. أن أحترم الوطن .. وعلم الوطن .. ونشيد الوطن .. فلا أحرقه ولا ألوثه ولا أسيء له بقول أو فعل .

لا تحزني يا شام … ما زلت تلك الأميرة الجميلة …

وصدق شاعر ابن الرافدين مظفر النواب حين قال عنك ..

إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى ألف ولي

ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على

أبوابها.

لا تحزني يا حبيبتي .. ولو أن بردى غفى قليلاً إلا أن موعد صحوته قريب

أقسم بالله العظيم .. أن أحافظ على تراب وطني, ومائه وسمائه من أي عبث خارجي أو فساد داخلي لتكون سورية .. اسم مكتوب ..”عالشمس الما بتغيب “
المجد والخلود للشهداء ..
عشتم وعاشت سورية.


. مقطع من مسرحية كاسك يا وطن…
“…. أنا ما بقدر ارحل عن الوطن… أن بدوخ بالطيارة يا أخي….
ثم لنفرض انو أنا بعدت عن الوطن ورحلت عنو لبعيد..
بس مشكلتي انو الوطن ما ببعد عني بضل عايش فيي من جوا .. وين بدي اهرب منو .. وين ؟؟؟

لذلك بدي ضل عايش فيه غصبن عن يلي ما بدو ..

طالما عم اقدر احكي يلي بدي ياه وبدي ضل اصرخ للغلط غلط بعينك…
وبدي اعمل ثورة بالبطحة.. وبدي اشرب كاسك يا وطني ..على رواق ..
بدي اشرب كاس عزك..
ولسه بدي اكتب اسم بلادي …عالشمس يلي ما بتغيب
لا مالي ولا ولادي .. على حبك ما في حبيب ….

جرعة زائدة :

سورية .. حبيبتي .. وعذراً .. بعدك نسيت الحب …

كل عام وأنت حبييتي

دقيقة صمت .. لروح البطل .. يوسف العظمة.

شكرا يا شهيد .. لك رفعت رأسي ليوم القيامة

خادم هذا الوطن : ماهر إحسان المونس .... و أضيف أسمي زين عادلة

العروس دمشق

17/نيسان/2011

منقول من مدونة جرعة زائدة للمدون السوري ماهر المؤنس

Wednesday, 13 April 2011

يا أم الشهيد .......إللى أمهات كل شهداء سوريا

يا ام الشهيد إطلعي على الباب لاقيله
جابوه محمل على الكتاف شالوله

قومي افرشي فرشته وهاتي مخداته
نام العريس وغفي وتغمضوا عيونه

يا ام الشهيد الباسل طرز ما بين ناسك
ولا طرحة سودا تحطيها على راسك

اليوم طير السعد هدا على الشباك
رفرف حواليكي وبين عيونك باسك

يا ام الشهيد إطلعي على الباب لاقيله
جابوه محمل على الكتاف شالوله

قومي افرشي فرشته وهاتي مخداته
نام العريس وغفي وتغمضوا عيونه


يا ام الشهيد اسندي ظهرك في دياتك
وامشي راسك مرفوع ما بين خياتك

قالوا البطل ان وقع تدمع عليه العين
وانت ليوم الفرح خبيتي دمعاتك

يا ام الشهيد إطلعي على الباب لاقيله
جابوه محمل على الكتاف شالوله

قومي افرشي فرشته وهاتي مخداته
نام العريس وغفي وتغمضوا عيونه

يا ام الشهيد اجمعي شعره واجدليله
واغلى عطر على الراس يا يما رشيله

اليوم عرسه حبيب الروح المدلل
هاتي ثياب العرس هاتي مناديله

يا ام الشهيد إطلعي على الباب لاقيله
جابوه محمل على الكتاف شالوله

قومي افرشي فرشته وهاتي مخداته
نام العريس وغفي وتغمضوا عيونه

لتحميل الأغنية

أضغط هنا

Tuesday, 12 April 2011

رسالة مفتوحة لأجل سوريا (2)

ﺃﻧﺎ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺃﻧﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺃﻧﺎ ﺍﻷﺣﻤر ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻨﺠﻤﺘﻴﻦ

ﺃﻧﺎ ﻗﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﻤﻴﻦ

ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺫﻗﻴﺔ ﻭﺟﺒﻠﺔ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ

ﺃﻧﺎ ﺣﻤﺺ ﻭﺑﺎﻧﻴﺎﺱ ﻭﺣﻠﺐ.. ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺩﺭﻋﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﺮ

أنا ﺍﺩﻟﺐ ﻭﻃﺮﻃﻮﺱ.. ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺤﺴﻜﺔ ودمشق.

ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺪﻕ ﺃﺟﺮﺍﺱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ..ﻭﻋﻴﺴﻰ ﺑﺸﺮ ﺑﺄﺣﻤﺪ

ﺃﻧﺎ ﺣﻔﻴﺪ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﻋﻠﻲ..ﻣﺮﻳﻢ ﺗﺮﻋﻰ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ

ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﺘﻴﻦ ﺍﺧﻮﺓ..ﺃﻧﺎ ﺳﻮﺭﻱ ﺣﺮ ﻏﺼﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ


(هذا النص يُنشر بالتزامن في عدد من المدوّنات و المواقع السوريّة, إن كنت موافقاً على مضمونه ندعوك لنشره في مدونتك أو موقعك أيضاً)

Wednesday, 6 April 2011

الشعب يريد .... إصلاح النظام

من يتابع الاحتجاجات في المناطق السورية يجد فيها اختلافا جوهريا عن باقي ثورات الوطن العربي ، فكل الثورات من تونس إلى مصر مرورا بليبيا طالبت بشيء وحيد و مطلب وحيد هو سقوط النظام .

في سوريا كانت المطالب العامة للاحتجاجات تتمثل بإلغاء قانون الطوارئ و اطلاق الحريات العامة و القضاء على الفساد المستشري بكل مفاصل الحياة في سوريا و تحسين المستوى المعيشي و الاقتصادي للأفراد .

لم يخرج المحتجون في سوريا ليطالبوا بإسقاط النظام و هذه فرصة كبيرة للنظام السوري لم تنلها قبله الأنظمة العربية الساقطة و الآيلة للسقوط هي فرصة كبيرة للإصلاح و يجب على النظام أن يعمل بجدية و يسير بخطوات إصلاحية كبيرة تبدأ بالاقتصاد مرورا بالحريات العامة و قانون احزاب و قانون إعلام حر و إجراء تعديلات دستورية بما لا يقل أهمية عن إصلاح المجتمع و ترسيخ المواطنة و يجب على الاصلاحات احترام عقل المواطن السوري ولا تكون شكلية دون مضمون و كل ما فيها لعب على الكلمات .

لكن ربما من الصعب بمكان أن نرى و نلمس نتائج الإصلاح دفعة واحدة فإرث كبير عمره أكثر من ثلاثة عقود لن تكون نتائج إصلاحه سريعة وهذا ليس مبررا لتأخر الإصلاح و عندما يبدأ الإصلاح الحقيقي الذي من المرجح و "المرجو" أن تكون ملامحه ظهرت في قلب الأسبوع القادم يجب على السوريين أن يساعدوا في هذا الإصلاح بكافة الطرق الممكنة مثلما حصل بعد الثورة المصرية بالعمل على حملات ضد الرشوة و أشكال الفساد التي اعتادها المواطن نتيجة السياسات المتبعة فمسؤولية السوريين بعد سير عجلة الإصلاح هي أكبر من مسؤوليتهم قبلها فهم سيرسمون خط سير هذا الإصلاح و سيصلون به إلى النهاية التي يريدونها فإصلاح النظام و بالتالي إصلاح المجتمع و تحسين حالته الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية يؤدي في النهاية إلى مجتمع مدني متحضر نحلم به جميعنا كسوريين على اختلاف مشاربنا .

إلــى شـــهدائنا

إلى أرواح شهداء سوريا

الذين سقطوا في الأحداث

الأخيرة

Tuesday, 5 April 2011

الإعلام و الأزمة في سوريا

تمر سوريا منذ شهر تقريبا بأزمة كبيرة نوعا ما فشهدت سوريا احتجاجات غير مسبوقة و عندما نقول غير مسبوقة لا نقصد حجم تلك الاحتجاجات بقدر ما نقصد الاحتجاج بذاته ، فسوريا على مدار عدة عقود لم تشهد احتجاجات تذكر من هذا النوع و لا حتى من أي نوع آخر في وجه الحكومة أو النظام .

فكيف تلقفت وسائل الإعلام السورية و العربية و العالمية أخبار هذه الاحتجاجات :

في بداية الاحتجاجات التي بدأت بمظاهرة صغيرة نسبيا في سوق الحميدية الأمر الذي لم تعطيه وسائل الإعلام الحكومية منها والخاصة أيه أهمية فيما عدا قناة المشرق التي تبث من دبي التي تناولت المظاهرة بكثير من التضخيم الإعلامي ، بعدها توقفت المحطة عن بث أخبار سوريا لمدة أربعة أيام و تردد انباء عن استقالة موظفين و مذيعين من القناة بسبب تغطيتها الغير مهنية للحدث أو ربما لعقد صفات لم تنجح أو ان المحطة قررت التريث فترة لترى صورة الاحداث و كيفية التعامل معها خاصة بعدما فتحت الهواء للمتصلين من سوريا الذين بدأ يكيلون التهم والانتقاد للمحطة بشكل كبير . و بعد مرور هذه الفترة من الاحتجاجات يرى من يتابع قناة المشرق أنها استبدلت اسلوبها بالتغطية لأحداث الاحتجاجات التي سمتها الثورة السورية و ذهبت في دعم هذه الثورة حتى اخر نفس و بكل الوسائل المشروعة منها او غير المشروعة فبثت خطب جمعة القرضاوي / التحريضية / كما يسمها غالبية السوريين على اختلاف آرائهم و نداءات الشيخ الخزنوي بالثورة على النظام الفاسد وهذه التغطية لم تخلو ريح طائفية استهجنت بشدة كما بدأت باستضافة المعارضين السوريين في الداخل والخارج ، ولكن هناك رأي آخر أن في قلب المعركة كل شيء جائز و كل الأسلحة ممكنة حتى التي من الممكن أن تدمر الوطن فالقيامة حسب رائيهم لا تأتي إلا بعد الموت . و لكن في الأسبوع الأخير بدأت بوادر التخبط في التغطية واضحة في نشرات أخبار المشرق فبعدما كانت تبث أخبار عن قيام السوريين عن بكرة أبيهم في ثورة و مظاهرات ضد النظام بدأت تبث تقارير تعلل فيها أسباب عدم نزول غالبية السوريين على الشارع في تناقض واضح مع ما كان يبث قبل يوم واحد فقط ، بيد أن قناة المشرق لم تحمل لواء هذه الاحتجاجات إلا بعدما تأكدت ان السوق السوري مغلق في وجهها و بعد خلافات شخصية بين وزير الإعلام السابق و غسان عبود صاحب المحطة فكأنه يقول أو أدخل السوق او أقلب الطاولة و فعلا قلب الطاولة و المعادلة الإعلامية .

الأعلام الرسمي السوري لم يتأخر في تناول أحداث الاحتجاجات ولكنه تخبط في نقل الأحداث و انتشرت عبر أخبار القناة عدة روايات أشهرها المندسين و أخرها جماعات مسلحة تجوب المدن السورية و تشتبك مع الناس والأمن في آن واحد ، كان للإعلام السوري الرسمي يد طولى في خلق شرخ كبير بين مدينة درعا و باقي المناطق في سوريا على المستوى الشعبي ومازال مستمرا في هذه السياسة التي يراها مناسبة للأوضاع فلم يعترف الإعلام مرة بخطاء الأمن في استخدام السلاح الحي اللهم اعتراف مستشارة الرئيس السوري التي قالت ربما وقعت أخطاء و ستتم محاسبة المرتكبين و بقى الدم يسيل في كل مظاهرة و بدأت رحلة التلفزيون الحكومي في كشف هويات المندسين حسب تسميتها على أنهم من جنسيات عربية و في اللاذقية بدأت مراسم التحريض الطائفي التي حتى الآن يختلف فيها وجهات النظر فهناك من يقولون ان النظام هو من عمل واخترع هذه اللعبة لكي يقول أنا أو من بعدي طوفان و خراب فيما يقول الرأي الثاني أن هناك من استغل المظاهرات و مطالب الشعب المحقة و أندس بين المتظاهرين و هذه بالضبط ما تبنته قناة الدنيا الخاصة و حتى الإذاعات في سوريا غيرت بلاي ليست الأغاني لتبدأ بثها المباشر المندد بالتظاهرات والتدخلات الخارجية و التنديد باستخدام الفتنة و ظهرت حملات تخوين كيفما اتفق فأظهرت وسائل الاعلام السورية الحكومية والخاصة فيما عدا المشرق عن قصد أو بدونه أ كل من تظاهر خائن حتى أن المتصلين يستخدمون أشد العبارات ضد من تظاهر كأن يحرق كل من يتظاهر فيما المذيع لم يعترض على المتصل بحجة حرية الرأي !!! ، غير أن اللافت من بين القنوات السورية هي ظهور قناة الإخبارية التي مازالت في بثها التجريبي و هي بالطبع تتبنى رأي النظام غير أنها نزلت إلى الشارع و ألتقت المتظاهرين و أسمعت مطالبهم و بدأت تذيع أخبار عن المعارضة السورية في بعض الاوقات و عملت على عدة تقارير بطريقة حرفية و فضحت على حد تعبيرها بعض الفيديوهات المزورة و الأخبار الكاذبة التي تنتشر على قنوات الأخبار و تنفدها .

فيما أخذ الاعلام الخارجي أحداث سوريا كلا حسب أجندته الخاصة فأصلا الثقة بدت معدومة في هذه القنوات عموما و قناة الجزيرة خصوصا بعد تجاهلها لما حصل بالبحرين و قد اعتمدت هذه القنوات في غالبيتها على ما يسمى بشهود العيان التي بدأت رواياتهم تتخبط في بعضها عما يحصل على الأرض و بدأت وسائل الاعلام هجوما عنيفا بتأييد شعبي نوعا ما هجوم على وسائل الإعلام كالعربية والجزيرة و BBC و F24 و لأنه تتجاهل طرف كامل على الأرض و تغطي أخبار المعترضين فقط بيد أنه من غير الممكن أن نحكم بشكل كامل على وسائل الإعلام هذه في ظل ما يشهده المشهد السوري من تعتيم إعلاني فمنعت هذه القنوات و الوكالات الإخبارية من تغطية ما يجري على الأرض بسبب مسبق و هوي عم المهنية .

ربما أكثر ما أضر بصورة النظام في الوقت الحالي تحديدا هو طريقة تعامله مع الإعلام الخارجي و طريقة الإعلام الحكومي أيضا بنقل الأخبار و الصور، فلم يعد أمام تلك القنوات و الوكالات إلا الاعتماد على مصادر ربما لا تكون ذات مصداقية كبيرة كشهود العيان و مقاطع الفيديو التي تم كشف التلاعب بالعديد منها .

Monday, 4 April 2011

الشام قبل...الشام بعد

في الصباح

استيقظت كالعادة على صوت فيروز تغني (ماتنسو وطنكون) خرجت إلى العمل مسرعا فتأكدت أن صباحات الشام لم تعد كما كانت ، الناس جميعهم مستعجلون ولو لم يكون قد تأخروا مثلي و عيونهم فقدت فرحة الصباح والشمس والتفاؤل و لن تنسم عليك رائحة قهوة ولا سيجارة من أحدى البرندات القريبة من الشارع فلم أعد أرى جارتنا المسنة منذ اسبوع فما عادت تهتم ربما بالنافذة التي تجلس بجوارها و ترتشف فنجان قهوة مع لفافة تبغ كما تعودت منذ زمن لا أعرف مقداره ، لم يكن هناك الكثير من الشباب الصغار ينتظرون البنات بجوار مدرستهن كما جرت العادة ، أظن من جاء في الأسبوع الأخير يستحق قبلة من كل فتاة .

الأغاني اختلفت و استبدلت بأغاني وطنية تتغنى بالوطن تارة و برئيس البلاد تارة أخرى ، في السيرفيس ترى الوجوه تمام و تستطيع التدقيق بشكل جيد ،تستطيع أن تستشف التوجس في عيونهم كأنهم يسألون ماذا سيحصل .

في مدينتي مر الاول من نيسان دون أن يكذب علي أحد أيه كذبة بيضاء ربما لأننا نشعر بأننا نعيش أكبر كذبة و عصية على التصديق فراعهم هول وحجم هذه الكذبة فكرهوا كل الكذب الأبيض والأسود وكل الوانه و ينتظرون من أحد ان يظهر و يقول أن كل الذي حصل كذبة نيسان .

في المساء

أيضا مساءات الشام تغيرت خرج المكابرون واللذين لا يردون أن يصدقوا أن شيء قد حدث خرجوا لكي يجلسوا في المقاهي في دمشق القديمة . دمشق القديمة التي كان كل يوم فيها يشعرك بأن كل سكان العالم تجمعت في هذه البقعة من الأرض و التي تشعر فيها أن كل يوم هو يوم نهاية الأسبوع طرأ عليها التغيير فلن تتأفف من الزحام لأنه لم يعد موجود كما كان ، في نهاية الأسبوع الماضي جلست في مقهى النوفرة و استطعت أن اجلس هذه المرة على الطاولة التي طالما تمنيت الجلوس عليها و في كل مرة أراها محجوزة ، جلست و انا سعيد بانتصاري المؤزر أنظر إلى الدرج المواجه لباب المسجد الاموي أعد درجاته و أعد المارون عليه راعني ذاك الموقف فقلت بين وبين نفسي فرغت المدينة من عشاقها ترددت في أصداء عقلي أنهم خونة تركوا حبيبتهم في أزمتها و أداروا لها ظهورهم و " أندسوا " في بيوتهم ، آه كم مرة تأففت من زحام الشام و اليوم اكتشفت أني لا استطيع أن أرى مديني بدون هذا الزحام ، حملت أشيائي و مشيت لأعود إلى بيتي و أنا ادندن اغنية فيروز لبيروت ولكن بتعديلات تناسب ما أشعر به في هذه المدينة المكابرة دون ان اكترث بالقوافي :

لدمشق من قلبي سلام لدمشق

و قبل للجبل و البيوت

لمدينة كأنها وجه إله قديم

هي من... روح الشعب خمر

هي من ...عرقه خبز و ياسمين

فكيف صار طعمها

طعم خوف و فراغ

لدمشـــــــق

مجد من رماد لدمشق

من دم لولد حمل فوق يدها

مديني أطفأت قنديلها

أغلقت مدينتي بابها

أصبحت بالمساء وحدها

وحدها وليل

أنت لي أنت لي

فعانقيني