Saturday, 20 June 2009

العربية بكل موضوعية مع إيران

أن حرية الإعلام يجب أن تكون مقدسة في كل بلاد العالم و بقاع الأرض و حرية الأقلام الصحفية يجب أن تكون جزء من تحرر البلدان و في زحمة الوسائل الإعلامية و الوكالات الإخبارية أصبح لدينا حيرة وتوه من أين لنا أن نأخذ الحقيقية و دعم هذه الحيرة الإعلام المتحيز لطرف معين بكل وقاحة يتشدق بالموضوعية و الأمثلة كثيرة منها على هذه المنابر قناة الـ MTV اللبنانية التي رفعت شعار الموضوعية ومن يشاهدها برى أنها تابعة لطرف معين و و بالمجمل القنوات اللبنانية هي قنوات غير موضوعية لأن كل قناة تمثل حزب وتيار معين في لبنان كتلفزيون أخبار المستقبل و تلفزيون الـ O TV وهي إن انحازت في تقديمها للأخبار فهذا شيء شبه طبيعي لأنها ستكون بخدمة ممولها .

و لكن الغريب أن تكون قناة إخبارية غير تابعة لدولة أو جهة سياسة ظاهريا أن تكون متحيزة بشكل فاضح هذا ما كان واضحا جدا بتغطية القناة للانتخابات الإيرانية فكانت القناة موجهة بامتياز ضد تيار المحافظين برئاسة أحمدي نجاد و كانت تدعم الإصلاحيين برئاسة مير حسن موسوي وكانت القناة تدعي الموضوعية بأنبائها عن الانتخابات فمثلا في شريطها الإخباري ظلت تعرض خبر لمدة أربعة أيام قبل الانتخابات يقول أن مناصري الموسوي سينزلون بمظاهرات كبيرة إلى الشوارع إذا انتصر أحمدي نجاد في الانتخابات الأخبار عادة في الشريط لا تبقى أكثر من 24 ساعة أبعد تقدير و بسبب تغطيتها الغير موضوعية أوقفت محطة العربية على العمل في إيران و بما أن القناة تستغل الفرص فبدئت بانتهاز فرضتها للهجوم بشدة أكبر من ذي قبل على أحمدي نجاد و في أحد تعليقاتها و في سياق موضوع المنع ورد نبأ عاجل عن مظاهرة لمناصري أحمدي نجاد فما كان من المحلل الفذ التي تستضيفه القناة أن يقول أن المظاهرة هي عبارة عن صور مفبركة و كل الصور مركبة وأنه لا يوجد مظاهرة ، فالقناة لم تكن موضوعية فهي حتى لم تستضيف محللين تابعين للمحافظين بكثرة فكان المحللون أكثرهم من الإيرانيين الإصلاحيين ولم يكن هناك فرصة للمحافظين الذي أنا شخصيا لم أرغب بفوزهم في الانتخابات و أفضل فوز الإصلاحيين في الانتخابات الإيرانية . وفي نفس الوقت كانت القنوات الإخبارية الأوربية التي تبث باللغة العربية تقدم مادة إخبارية عن إيران بكل حيادية مثل قناة فرانس 24 و الـ DW و الـ BBC رفم ان هذه القنوات حكومية تابعة لدول لها مشاكل كبيرة مع إيران فلم يكون هناك مجال للمتاجرة بالموضوعية مقابل خدمة تصب في مصلحة الحكومة فالموضوعية هي سيدة الإعلام السياسي .

و رغم أني ضد منع باقي وسائل الاعلام الغربية من تغطية الانتخابات في إيران إلا أني أرى أن القرار في وحه العربية كان صائبا جدا و يجب أنه يكون هناك قرار مثله لكل محطة و وكالة أنباء تتعامل بذات الطريقة و تلوث الإعلام وتتبجح وتتشدق بالموضوعية .

فالعربية: أن تعرف أكثر الذي نريده


Wednesday, 17 June 2009

السما الزرقا و الديمقراطية العرجا

و انتصرت السما الزرقا في لبنان بعد شد وجذب و أخذ ورد انتصر تكتل 14 آذار في الانتخابات النيابية الأخير في انتخابات سميت أنها ديمقراطية والديمقراطية هنا تختلف عن الديمقراطية التي نعرفها فللبنان ديمقراطية خاصة به موزعة حسب الطوائف التي تدخل في تكوين التركيبة اللبنانية وليس حسب أكثرية الأفراد اللبنانيين .

انتصرت 14 آذار حسب قانون انتخاب الستين الذي يوزع لبنان لمناطق و أقضية كثيرة وحسب تواجد الطوائف في هذه المناطق و الأقضية .

الديمقراطية التي نعرفها في أن يكون الحكم للأكثرية أذا أخذنا الديمقراطية في نطاق الانتخابات والحكم.

وفي لبنان تختلف الحكاية ففي لبنان كل شيء مختلف و للحكاية وجوه عدة فليس الطرف الذي أخذ الأكثرية هو الذي يحكم ففي هذه الانتخابات حصلت الموالاة على 742103 صوت بينما حصلت المعارضة على 8842103 أي أن المعارضة حصلت على عدد اكبر من أصوات اللبنانيين بفرق 141430 صوت فهذه الأصوات لم تكن كفيلة بإدخال المعارضة بأكثرية للبرلمان اللبناني وهنا السؤال أليس كل اللبنانيين سواسية يتمتعون بحقوق و واجبات واحدة كما تقول الإعلانات الموجهة من الداخلية اللبنانية التي لعبت دورها بشكل جيدا جدا و نجحت بقيادة الانتخابات بأفضل صورة ممكنة .

وأنا هنا لا أنحاز لطرف معين ففي لبنان الذي تعرفه لا تعرفه و الذي معك يوم عليك في يوم أخر

أنها السياسة وأنه لبنان

و كما يقول اللبنانيون (مش هينة تكون لبناني) .

Saturday, 13 June 2009

أخي .. في ذكرى رحيله


في مثل هذا الوقت منذ ست سنوات رحل أخي في موت متوقع لشخص في مثل حالته أظنها البداية الكلاسيكية لكي أقول أنها الذكرى السنوية السادسة لرحيله من بيننا و انتقاله للعالم الآخر مع أني أردت بداية مختلفة ولكن كما يقال في الموت نفعل أشياء كثيرة ولكن لا نغير حقيقته و خوفنا منه وصدمتنا وكل شيء يخصه واعتبرناه الشر الأكبر في أحديثنا .
أذاً منذ ست سنوات رحل و أذكره هذه المرة كما لم أذكره في كل مرة أنها المرة الأولى التي أعلن فيها أني أذكره في كل يوم وفي كل نظرة إلى حائط الغرفة الذي تتوضع صورته على يسار صورة والدي الذي رحل منذ اقل من سنة وجدتي التي رحلت من ثلاث سنوات أنظر لتلك الابتسامة المرسومة على وجهه الشاحب المريض فهوى كان مريضا في كل الأحيان والأوقات أذكر بدقة تلك اللحظات الأخيرة التي تكلم فيها معي وقال انه يريد الماء الذي كان ممنوعا عنه وأذكر اللحظة التي قال لي فيها أبي أن أترك المستشفى و أخبر بقية عائلتي بأن يستعدوا للذهاب إلى ضيعتنا وكيف سألته مباشرة لماذا لأن أخي لم يمت بعد قال لي أنه لا أمل ....
بقى بعدها ثلاثة أيام في غيبوبة و أذكر استسلام أمي لرغبة أبنها التي بدأت تفتح له فمه وتشربه الماء البارد جدا استسلمت !!! لأظنها كلمة مناسبة أظنها حققت رغبه ابنها بأن يشرب الماء البارد الذي كان هو ممنوعا عنه .
لم أكن أستطيع تقبل استسلامه لأي شيء كنت رافضا لاستسلامه للمرض و الحقيقة كنت رافضا حقيقة أنه وصل للنهاية لأنه هو أيضا لم يستسلم للمرض فقد عاشر المرض عشرون سنة من عمره الذي توقف عند الثلاثين .
أذكر أني وقفت عند سريره في المستشفى وهو في شبه الغيبوبة و عيناه لم تكونا مغمضتين جيدا فدققت في بؤبؤهما فرأيتهما يتحركان فحركت حول السرير والبؤبؤان يذهبان معي فعرفت أنه يسمعني وأنه يحس بوجودي إلى جانبه فهمست له بأشياء بقيت وستبقى سرا بيننا.
برحيله اكتشفت أشياء جديدة فيقولون أن الروح تخجل بخروجها من جسد الإنسان بوجود أمه وأمي لم تكن تفارق أخي الغائب عن الوعي ولكن في اللحظة التي استطعنا أخراجها من الغرفة خرجت روحه من جسده و كثر يقولون أن يموت أحدا مريضا فهو راحة له و انه خبر موته لن يكن صادما جدا واكتشفت أن لحظة الموت لا تختلف أبدا بأي حال من الأحوال فموت أخي المتوقع حتى والمحتم لم يكن هكذا فلحظة قالوا لنا انه مات صعقنا وتمنينا أنه لو بقي حياً ولو كان مريضا
أخي الذي أحببتك أكثر من أي أخ أخر أحبك أخبرك بوحشة غيابك عني وعن أمي التي مازالت ساعة يدك موضوعة في يدها وتحسب فيه وقت رحيلك وأخبرك أنه حتى الآن لم يتوقف عقرب ثوانيها ولم تتبدل بطاريتها حتى .
أخي اشتقت أليك
أخي أحبك

Thursday, 11 June 2009

أدونيس ....وكبوته


منذ فترة ليست بالبعيدة دعي الشاعر والمفكر السوري الكبير أدونيس إلى العراق لإلقاء محاضرة و دعي تحديدا إلى المنطقة التي تسمى كردستان العراق و أثارت محاضرته في كردستان العراق زوبعة في الأواسط الثقافية العربية فقد قال أدونيس أن الثقة العربية مندثرة و نبه الأكراد وقال للأكراد أنهم يملكون ثقافة كبيرة و أوصاهم بأن لا يتركوها تندثر كما الثقافة العربية و هنا وقعت الواقعة كما يقال و من هنا بدا الهجوم على أدونيس وأنا أعني كلمة هجوم غوغائي بكل ما فيها من معنى مع تحفظي على موقف أدونيس ففي أواسطنا النقدية و الثقافية لا ينتشر النقد فيها بل التخوين التجريح فبدل النقد على كلام أدونيس و محاضراته بدأت اتهامات النقاد في الصحف المحلية بأنه خائن ومرتهن للخارج ويقبض من جهات أجنبية في محاولة مضحكة للنيل من أدونيس وكانت الطريقة الساذجة ذاتها التي ترتفع فيها أبواق الحكومات بوجه المفكرين .

و بالعود لأقوال أدونيس في محاضراته بكردستان العراق فهي كما أرى فهي كلام صحيح في مكان خطأ

أدونيس ليس بالسذاجة بمكان حتى يقول كلام كهذا في مكان كهذا وهو لو قاله بأي مكان آخر لم يكن هناك أي ردود فعل تذكر فهو كما يرى البعض أنه أعطى صكوك لقيام دولة كردية على أرض عربية و هذه هي كبوته ولكل فرس كبوة و أظن أنه له رؤيته الصحيحة بحقوق لأكراد بثقافتهم و له المطالبة بحقوقهم الثقافية في البلاد الموجودين فيها ولكن ليس بذاك المكان لما يحمل من رمزية لوطن فعلي للأكراد مجتزأ من أرض العراق فللأكراد حقوق بتعريف العالم على حضارتهم وثقافتهم ولغتهم لكن ليس لهم لحق باجتزاء أجزاء من بلاد معينة وجعلها وطن لهم.

وأيضا ظهر أدونيس بلقاء تلفزيوني على قناة (المشرق) السورية صرح فيها بأنه دمشق مدينة صناعية واقتصادية وليس فيها من الثقافة و الفن من شيء و أثارت هذه التصريحات موجة استنكارات في الأواسط الثقافية السورية فعادت القناة و استضافت وجهين ثقافيين سوريين أحدهما سمر يزبك و الثاني خيري الذهبي للوقوف على كلام أدونيس عن دمشق وفي سياق الحلقة جاء اتصال أدونيس ليوضح ما قاله ولكنه في نفس الوقت وقع في لعبة التناقضات فقال انه بكلامه عن دمشق لم يقصد المثقفين السوريين ولكنه قصد المؤسسات الثقافية السورية و عاد وقال أن أسواء طبقة هي طبقة الكتاب والمثقفين.

كلام متناقض لأدونيس مع أنه لو بقى على كلامه الأول لكن معه الحق كل الحق و أكثر من ذلك فالمؤسسات الثقافية بسوريا أشبه بمؤسسات الخضار ولكن لا نستطيع أن نقول أن المثقفين هم السبب فالمثقف السوري إن خرج من سوريا أبدع كـ غادة السمان و أدونيس ذاته ولكن المؤسسات و الرقابة وحجز الحرية الفكرية للمبدعين تسبب عقم إبداعي لا يعالج إلا بتصحيح الأنظمة الثقافية لا بتغير المثقفين

وهذه كبوة أخرى فكم كبوة بعد يحتمل التاريخ الأدونيسي